تعريف التجريدية:
لغة :التجريد هو كلمة مشتقة من فعل جرد ، يجرد ، تجريدا
معناه انتزع واخذ منه الشئ بالقوة ، أطلقت هذه الصفة على إحدى الاتجاهات الفنية الحديثة
اصطلاحا : هي الاتجاه الذي يبتعد بالرسم عن تصوير أي شكل معروف ويهدف الى تأليف فني أو شكلي لا يعالج موضوعا ما ،
ولا يستخدم سوى الألوان و الخطوط ، و هناك نوعان من التجريدية
تجريدية تعبيرية : يعتبر الروسي كتندنسكي (1944-1866) هو مبتدعه ، ويحاول أن يجعل التصوير مماثلا للموسيقى التي تشبه أصواتها أي أصوات معروفة و قد بدا هذا الاتجاه في ألمانيا عام 1910م
تجريدية هندسية : أبدعها ( مون دريان ) الذي جعل المستطيل و المربع أساس للتصميم سواء في العمارة أو النحت أو التصوير ، وقد طبعت تصميماته على النسيج منذ بضع سنوات ......
أسباب ظهورها : رفض نقل الواقع و الاتجاه إلى المشاعر والأحاسيس .
· مميزاتها:
1. مخالفة قواعد الرسم الواقعي
2. الإفراط في تشويه الأشكال الواقعية
3 . تحويل الصورة إلى فوضى ، إلى مساحات ، خطوط خالية من الواقعية
4. تحويل العناصر إلى أشكال، تشبه الأشكال الهندسية ( مثلثات، دوائر......) بحيث يوحي الشكل الواحد معاني متعددة
المدرسة التجريدية
اهتمت المدرسة التجريدية الفنية بالأصل الطبيعي , ورؤيته من زواية هندسية , حيث تتحول المناظر إلى مجرد مثلثاث ومربعات ودوائر .
وتظهر اللوحة التجريدية أشبه ماتكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السحب ,
أي مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليس لها دلائل بصرية مباشرة , وإن كانت تحمل في طياتها شيئاً من خلاصة التجربة التشكيلية التي مر بها الفنان .
إنها اتجاه يرفض الصورية وبالتالي الطبيعة وأبعادها المرئية . التجريدية هي انتقال الفن من مجال محاكاة الطبيعة وتصوير العالم المرئي
إلى التعامل مع الأفكار والشعور والأحاسيس , أو ما يسميه أبو التجريدية كاندنسكي (kandenski) بالضرورة الداخلية , ليجعل اللامرئي مرئياً .
إنه الفن الذي ينقل المشاهد إلى المشاركة في العمل الفني بدل أن يكون حكماً عليه , والذي يقطع نهائياً مع الواقع . الأشكال قائمة بذاتها ,
مبتكرة من ذوات الأفكار والأحاسيس , لا تدل غالباً على موضوع .
وعموماً فإن المذهب التجريدي في الرسم , يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في أشكال موجزة في داخلها الخبرات الفنية ,
التي أثارت وجدان الفنان التجريدي . وكلمة (( تجريد )) تعني التخلص من كل آثار الواقع والارتباط به ,
فالجسم الكروي تجريد لعدد كبير من الأشكال التي تحمل هذا الطابع : كالتفاحة والشمس وكرة اللعب وما إلى ذلك .
فالشكل الواحد قد يوحي بمعانٍ متعددة , فيبدو للمشاهد أكثر ثراء .
ولا تهتم المدرسة التجريدية بالأشكال الساكنة فقط , ولكن أيضاً بالأشكال المتحركة خاصة ما تحدثه بتأثير الضوء ,
كما في ظلال أوراق الأشجار التي يبعثه ضوء الشمس الموجه عليه , حيث تظهر الظلال كمساحات متكررة تحصر فراغات ضوئية فاتحة ,
ولا تبدو الأوراق بشكلها الطبيعي عندما تكون ظلالاً , بل بشكل تجريدي . وقد نجح الفنان كاندنسكي – وهو أحد فناني التجريدية العالميين –
في بث الروح في مربعاته ومستطيلاته ودوائره وخطوطه المستقيمة أو المنحنية , بإعطائها لوناً معيناً وترتيبها وفق نظام معين .
ويبدو هذا واضحاً في لوحته ((تكوين )) التي رسمها عام 1914 . ومن أهم فناني التجريدية المعاصرين , اللبناني شفيق عبود ,
والذي أبدع في هذه المدرسة فأنتج رسوماً ولوحات عالمية شهيرة .
ولعل أول عمل تجريدي هو لوحة للفنان واسيلي كاندنسكي Wassily Kandinsky رسمها عام 1910 م رغم أن الاسم لم يشتهر
في ذلك الوقت .
ويزعم التجريديون أن الفكرة الفلسفية لهم قديمة . وقد أوجدها أفلاطون في ثنايا حديثه عن الفن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق